للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجسده في اليقظة على الصحيح، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ راكبًا على البراق، صحبه جبرائيل عليه السلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد.

ثم عُرِجَ به من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء الدنيا، ثم عُرج به إلى السماء الثانية، ثم إلى الثالثة والرابعة حتى السابعة، ورأى هناك عددًا من الأنبياء، ثم رُفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض الله عليه خمسين صلاةً، فرجع حتى مرَّ على موسى، فقال: بِمَ أمِرْت؟ قال: بخمسين صلاة. فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك؛ ارجعْ إلى ربك؛ فاسأله التخفيف لأمتك. فوضع عنه عشرًا، ثم نزل حتى أتى موسى، فأخبره، فقال: ارجع إلى ربك؛ فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردَّد بين موسى وبين الله تبارك وتعالى، حتى جعلها خمسًا، فأمره موسى بالرجوع، وسؤال التخفيف، فقال: قد استحييتُ من ربي، ولكن أرضى وأسلم. فلمَّا نفذَ؛ نادى منادٍ: قد أمضيت فريضتي، وخففتُ عن عبادي (١) .

وفي رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم ربَّه عزَّ وجلَّ اختلاف، والصحيح أنه رآه بقلبه، ولم يره بعين رأسه.

ومما يدل على أن الإسراء بجسده في اليقظة: قوله تعالى: {سُبْحَانَ


(١) جزء من حديث رواه البخاري في (بدء الخلق، باب ذكر الملائكة) ، وفي (مناقب الأنصار، باب المعراج) ، ورواه مسلم في (الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السماوات وفرض الصلوات) .

<<  <   >  >>