يعني ذكر تعريف الخطابي وتعريف الترمذي وتعريف الجوزي قال:(وما بكل ذا حد حصل)
ولذا قال:"وكل هذا مستبهم، لا يشفي الغليل" ابن الجوزي كلامه منتقد، الضعف القريب المحتمل ليس مضبوط بضابط يميّّز به القدر المحتمل من غيره، وإن قلنا: أن بقية كلامه "ويصلح للعمل به" أنه من تمام الحد لزم عليه الدور؛ لأنه عرفه بصلاحيته للعمل، وذلك يتوقف على معرفة كونه حسناً، فيلزم على هذا الدور وهو ممنوع، إذا كنا لا نعرف الحسن إلا بصلاحيته للعمل ولا نعمل إلا بما كان حسناً أو صحيحاً، هذا الدور الممنوع.
لولا مشيبي ما جفا ... لولا جفاه لم أشب
ما ينتهي الأمر، فعلى كل حال القدر المحتمل غير منضبط وغير متميز، وليس له حد يعرف به أوله وآخره، ولذا ذكر ابن الصلاح أن كل هذا مستبهم لا يشفي الغليل، يقول:"وليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يفصل الحسن عن الصحيح" على ما تقدم، ثم بعد ذلك يقول ابن الصلاح:"وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث فتنقّح لي أن الحديث الحسن قسمان".
وقال: بان لي بإمعان النظر ... أن له قسمين كل قد ذكر
قسماً وزاد كونه ما عللا ... ولا بنكرٍ أو شذوذٍ شملا