ويجوز أن يكون صفراء وصفر من الصّفرة، قال أبو محمد: قال عبد الله النّمري: قال أبو رياش: من جعل الأصفر أسود فقد أخطأ، وأنشد بيت ذي الرّمة:
كحلاء في برج صفراء في نعج ... كأنها فضّة قد مسّها ذهب
قال أفتراه وصف صفراء بهذه الصفة.
وقال في قول الأعشى:
هنّ صفر أولادها كالزّبيب
أراد زبيب الطائف بعينه أو هو أصفر وليس بأسود ولم يرد سائر الزبيب» .
ورأينا ابن الهائم يكتفي من قول السجستاني ب:«ناصع لونها، ويجوز أن يكون صفراء وصفر من الصفرة» .
ب- في تفسير مُزْجاةٍ في الآية الثامنة والثمانين من سورة يوسف قال السجستاني:«أي يسيرة قليلة، من قولك فلان يزجي العيش، أي يدفع بالقليل يكتفي به. المعنى: جئنا ببضاعة إنما ندافع بها ونتقوّى ليست مما يتّسع به «أما ابن الهائم فقد حذف من قوله «يكتفى به إلى آخر التفسير» .
[مراجع ابن الهائم:]
وقد رجع ابن الهائم في زياداته على السجستاني إلى كتب عديدة في مختلف العلوم العربية والإسلامية وعلى الأخص كتب معاني القرآن وتفاسيره- وهي نفسها تحوي معارف من علوم متعددة- فكتاب التبيان يضم في ثناياه فقها وحديثا ونحوا وصرفا وبلاغة وفلسفة ومنطقا وتصوفا وعلم كلام وغير ذلك من العلوم التي مارسها العلماء السابقون للمصنّف ويتضح ذلك من خلال عرضه للألفاظ القرآنية التي وضحها. وفيما يلي أمثلة لذلك، وسنذكر اسم العلم. ونقرن به اللفظ القرآني الذي ورد في تبيانه ما يتصل بهذا العلم:
أ- الفقه: عند تفسير ثَلاثَةَ قُرُوءٍ [سورة البقرة ٢٨] .
ب- علم اللغة: عند تفسير: حَصَبُ جَهَنَّمَ [الأنبياء ٩٨] .