وذكر أنه لم يكمله، الأنس الجليل ٢/ ١١١، كشف الظنون ١١٢٥، هدية العارفين ١/ ١٢٠) .
٩- العقد النضيد في تحقيق كلمة التوحيد (الضوء ٢/ ١٥٨، الطبقات ١/ ٨٣، البدر ١/ ١١٨ وذكر الثلاثة أنه كتب منه ٣٠ كراسة، إيضاح ٢/ ١١١، الهدية ١/ ١٢٠) .
هذا وقد وردت أسماء بعض هذه الكتب غير متطابقة في المراجع التي ذكرتها وهي اختلافات طفيفة وسبق أن أشرت إلى بعضها.
ومن عرضنا هذا لمؤلفاته- أو جلها بعبارة أدق- نرى عالما متعدد الجوانب، له مشاركة في كثير من العلوم العربية والإسلامية، فهو فقيه ونحوي ورياضي. كان علّامة في الرياضيات ومبرزا فيها. ونلحظه مع بعض مصنفاته يؤلفها ثم يختصرها وقد يشرحها، بل وقد يشرح المصنّف أكثر من مرة، يسهب في إحداها ويوجز في أخرى. ومرد ذلك اشتغاله بالتدريس، فكان يوجز أو يطنب وفق نوعية التلاميذ ومستواهم العلمي.
ومجمل القول إن ابن الهائم نذر حياته لخدمة دينه، تارة بالموعظة الحسنة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتارة بالتدريس وتكوين جيل جديد من العلماء يواصلون السير في خدمة دينهم ويتابعون نهج أسلافهم في إعلاء شأنه، وكذلك بتصنيف المؤلفات العديدة، وهي تندرج تحت علوم أربعة: الفقه والتفسير والنحو والرياضيات بالمعنى المتعارف عليه اليوم. وقد كان في الرياضيات بمكان عال، ذا قدم راسخة وباع طويل في وقت ندر فيه من كانوا يولونه أدنى اهتمام. وهذا يذكرني بالشيخ حسن الجبرتي والد المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتي الذي عاش بعد ابن الهائم بنحو قرنين ونصف، فقد ذكر الجبرتي أن أحمد باشا الوالي التركي المعروف بكور وزير (غرة المحرم ١١٦٢ هـ- ١٠ من شوال سنة ١١٦٣ هـ) كان من أرباب الفضائل وله رغبة في العلوم الرياضية لمّا وصل مصر وقابله أكابر العلماء في ذلك الوقت وعلى رأسهم شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشبراوي ناقشهم وباحثهم. وعند ما تطرق إلى الرياضيات أحجموا جميعا وقالوا: لا نعرف هذه العلوم، ولم يجد شيخ الأزهر غير الشيخ حسن الجبرتي يعرف هذه العلوم فقدمه للباشا فأعجب به ولازمه مدة من الزمن «١» يقول الجبرتي المؤرخ: «وكان المرحوم الشيخ عبد الله الشبراوي