للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«عبد مناف» مؤمنهم وكافرهم إلا «أبا لهب» ؛ فإنه فارق قومه وظاهر عليهم قريشا «١» ؛ فلقى بعد ذلك «هند بنت عتبة «٢» » فقال لها: «هل نصرت اللات «٣» والعزى «٤» » ؟

فقالت: «نعم جزاك الله خيرا أبا عتبة» .


(١) قوله: «وظاهر عليهم» أي: أيد وعاون قريشا عليهم.
(٢) و «هند ... » ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) ١٣/ ١٧٨، ١٨٢ رقم: ٣٥١٤ فقال: «هند بنت عتبة بن ربيعة، بنت عبد شمس ... » أم «معاوية» - رضي الله عنهما- أسلمت عام الفتح، بعد إسلام زوجها «أبو سفيان» ، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلّم على نكاحهما. قال أبو عمر: «قالوا: فلما قتل «حمزة» وثبت عليه، فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه، وأكلت فيما يقال؛ لأنه كان قد قتل أباها يوم «بدر» ، وقيل: غير ذلك ... ثم ختم الله لها بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم البيعة على النساء- ومن الشرط فيها ألا يسرقن، ولا يزنين- قالت له هند: وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال: ولا يقتلن أولادهن. قالت: ربيناهم صغارا، وقتلتهم أنت ب «بدر» كبارا، أو نحو هذا من القول، وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن زوجها «أبا سفيان» لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك» . توفيت- رضي الله عنها- في خلافة «عمر» - رضي الله عنه- في اليوم الذي مات فيه «أبو قحافة» ، والد «أبي بكر الصديق» - رضي الله عنهما- اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- ١٣/ ١٦٥، ١٦٧ رقم: ١١٠٠.
(٣) و «اللات» : قال عنها الإمام أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن الكلبى في كتابه (الأصناف) ص ٣٦: كانت صخرة مربعة، وهي بالطائف، وأحدث من «مناة» . وكان يهودي يلت عندها السويق، وكان سدنتها من «ثقيف» : بنو عتاب بن مالك، وكانوا بنوا عليها بناء، وكانت قريش، وجميع العرب يعظمونها» اه: الأصنام لابن الكلبي. تحقيق أحمد زكي باشا. طبع دار الكتب المصرية- إحياء الاداب العربية- سنة ١٣٤٣ هـ/ ١٩٢٤ م.
(٤) و «العزى» - بضم العين وتشديد الزاى- قال عنها الإمام السهيلي في كتابه (الروض الأنف) - بحاشية السيرة النبوية لابن هشام- ١/ ٢٥٧: «كانت نخلات مجتمعة، وكان عمرو بن لحي، قد أخبرهم- فيما ذكرت أن العرب يشتى بالطائف عند «اللات» ، ويضيف ب «العزى» فعظموها، وبنوا لها بيتا، وكانوا يهدون إليه، كما يهدون إلى «الكعبة» ، وهي التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم «خالد بن الوليد» ؛ فقال له سادنها: يا خالد احذرها؛ فإنها تجذع وتكنع- تشل- فهدمها «خالد» ، وترك فيها جذمها- أصلها- فقال قيمها: والله لتعودن، ولتنتقمن ممن فعل بها هذا، فذكر، والله أعلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لخالد: «هل رأيت فيها شيئا؟! فقال: لا. فأمره أن يرجع، ويستأصل بقيتها بالهدم، فرجع «خالد» ، فأخرج أساسها، فوجد فيها امرأة سوداء، منتفشة الشعر، تخدش وجهها، فقتلها، وهرب القيم، وهو يقول: لا تعبد «العزى» بعد اليوم» اه: الروض الأنف.

<<  <   >  >>