(٢) عن «غزوة بني سليم» قال القسطلاني في (المواهب) والزرقاني في (شرح المواهب) ١/ ٤٥٤، ٤٥٥: «وفى أول شوال أيضا، وقيل: بعد «بدر» بسبعة أيام، وبه جزم «ابن إسحاق» ومن تبعه ... وقيل: في نصف المحرم سنة ثلاث، وبه جزم «ابن سعد» ، و «ابن هشام» . خرج «في مائتي رجل يريد «بني سليم» - بضم المهملة وفتح اللام- فبلغ ماء يقال له: «الكدر» - بضم الكاف وسكون-؛ لأنه كما ذكر ابن إسحاق، وابن سعد، وابن عبد البر، وابن حزم، بلغه صلى الله عليه وسلّم أن بهذا الموضع جمعا من «بني سليم» ، و «غطفان» : وتعرف «غزوة بني سليم بالكدر» بغزوة «ذي قرقرة» - بفتح القاف. وحكى البكري ضمها. قال الدميري وغيره: والمعروف فتحها بعد كل قاف راء أولاهما ساكنة، ثم تاء التأنيث. قال ابن سعد: «قرارة الكدر» . وفي (الصحاح) : قراقر على «فعالل» - بضم القاف- اسم ماء. ومنه «غزاة قراقر» ففيها ثلاثة أوجه: «قرقرة» ، «قرارة» ، «قراقر» ، وإن عرف ما حكاه البكري يكون: أربعة. وهي أرض ملساء و «الكدر» كما قال السهيلي، وابن الأثير، وغيرهما: «طير» في ألوانها كدرة عرف بها ذلك الموضع الذي هو «قرقرة» لاستقرار هذه الطيور به منها غزوة واحدة، وتبع المصنف على ذلك تلميذه الشامي فقال: «غزوة بني سليم» ، هي «غزوة نجران» الاتية، ويجيء قول المصنف فيها، وتسمى «غزوة بني سليم» فأقام بها- عليه الصلاة والصلام- ثلاثا، قاله ابن إسحاق والجماعة. وقيل: أقام بها عشرا؛ فلم يلق أحدا من سليم، وغطفان الذين خرج يريدهم في المحال. وذكر ابن إسحاق والجماعة؛ أنه أرسل نفرا من أصحابه على أعلى الوادي واستقبلهم صلى الله عليه وسلّم في بطن الوادي فوجد رعاء- بكسر الراء- جمع راع فيهم غلام يقال له: «يسار» - بتحتية ومهملة- فسأله عن الناس، فقال: لا علم لي بهم؛ إنما أورد لخمس، وهذا يوم ربعي، والناس قد ارتفعوا في المياه، ونحن عزاب في النعم، فانصرف صلى الله عليه وسلّم، وقد ظفر بالنعم، فانحدر بها إلى المدينة، واقتسموا غنائمهم ب «صرار» على ثلاثة أميال من المدينة، وكانت خمسمائة-