للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[غزوة مكة]]

(ثم غزا- عليه السلام- مكة وفتحها، وقد مضى من هجرته سبع سنين، وثمانية أشهر، وأحد عشر يوما «١» ) .

وذلك لما كان من مظاهرة «٢» / قريش، وبني بكر بن عبد مناف بن كنانة، على


(١) عن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم لفتح مكة قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ٨٨: قال ابن إسحاق « ... ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وخرج لعشر مضين من رمضان من السنة الثامنة من الهجرة ... » اه: السيرة النبوية.
(٢) عن سبب الغزوة قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ٨٥- ٨٦: قال ابن إسحاق: « ... ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بعد بعثه إلى «مؤتة» جمادى الاخرة ورجبا ... ثم إن بني بكر بن عبد مناة ... عدت على «خزاعة» ، وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له: «الوتير» ، وكان الذي هاج ما بين بني بكر، وخزاعة؛ أن رجلا من بني الحضرمي، واسمه «مالك بن عباد» - وحلف الحضرمي يومئذ إلى الأسود بن رزن- خرج تاجرا، فلما توسط أرض خزاعة، عدوا عليه فقتلوه، وأخذوا ماله، فعدت «بنو بكر» على رجل من «خزاعة» فقتلوه، فعدت «خزاعة» قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي- وهم منخر بني كنانة وأشرافهم- سلمى وكلثوم وذؤيب- فقتلوهم ب «عرفة» عند أنصاب الحرم ... فبينا بنو بكر، وخزاعة على ذلك حجز بينهم الإسلام، وتشاغل الناس به فلما كان صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبين قريش كان فيما شرطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وشرط لهم ... أنه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعهده فليدخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدها فليدخل فيه فدخلت «بنو بكر» في عقد قريش، ودخلت خزاعة في عقد الرسول صلى الله عليه وسلّم وعهده ... فلما كانت الهدنة أغتنمها «بنو الديل» من بني بكر من خزاعة، وأرادوا أن يصيبوا منهم ثأرا بأولئك الأنفر الذين أصابوا منهم ببني الأسود بن رزن، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في بني الديل، وهو يومئذ قائدهم، وليس كل بني بكر تابعه، حتى بيت خزاعة، وهم على الوتير- ماء لهم- فأصابوا منهم رجلا واقتتلوا، ورفدت بنو بكر السلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا؛ حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه، قالت بنو بكر: يا نوفل، إنا قد دخلنا إلهك، فقال كلمة عظيمة: لا إله اليوم، يا بني بكر: أصيبوا ثأركم؛ فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه؟!. فلما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار «بديل بن ورقاء» ، ودار مولى لهم، يقال له: رافع ... فلما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة، وأصابوا منهم ما أصابوا ونقضوا ما كان بينهم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم من العهد والميثاق، بما استحلوا من خزاعة، وكان في عقده وعهده، خرج «عمرو بن سالم» حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة؛ فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس فقال:
يا رب إني ناشد محمدا ... قد كنتم ولدا وكنا والدا.

<<  <   >  >>