(٢) حول تسابق الصحابة- رضي الله عنهم- في تقديم الأطعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال الإمام الصالحي في كتابه (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) ٣/ ٢٧٥- الباب السادس في قدومه صلى الله عليه وسلّم المدينة- قال: قال الإمام يحيى بن الحسن في (أخبار المدينة) : عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم على «أبي أيوب» لم يدخل منزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم هدية، وأول هدية دخلت بها عليه «قصعة» مثرودة- خبز بر وسمن ولبن- فوضعتها بين يديه، فقلت يا رسول الله: أرسلت بهذه القصعة، أمي، فقال: «بارك الله فيها» ودعا أصحابه- رضي الله عنهم- فأكلوا، فلم أرم الباب حتى جاءته قصعة «سعد بن عبادة» على رأس غلام مغطاة، فأقف على باب «أبي أيوب، فأكشف غطائها؛ لأنظر، فرأيت ثريدا عليه «عراق» فدخل بها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال زيد: فلقد كلنا في بنى مالك بن النجار، ما من ليلة، إلا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلّم منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام، ويتناوبون بينهم، حتى تحول رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بيت «أبي أيوب» وكان مقامه فيه سبعة أشهر، وما كانت تخطئه جفنة «سعد بن عبادة» وجفنة «أسعد بن زرارة» كل ليلة. وفيه قيل لأم أيوب: «أى الطعام كان أحب لرسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فإنكم عرفتم ذلك لمقامه عندكم؟ فقالت: ما رأيته أمر بطعام فصنع له بعينه، ولا رأيناه أتى بطعام فعابه، وقد أخبرني «أبو أيوب» أنه تعشى عنده ليلة من قصعة، أرسل بها «سعد بن عبادة» طفيشل. قال أبو أيوب: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ينهل تلك القدر ما لم أره ينهل غيرها، فكنا نعملها له، وكنا نعمل له الهريس، وكانت تعجبه، وكان يحضر عشاءه خمسة إلى ستة عشر، كما يكون الطعام في الكثرة والقلة» اه: سبل الهدى والرشاد. (٣) حول خروج رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة إلى المدينة قال ابن هشام في (السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) للسهيلى ٢/ ٢٢٥. قال ابن إسحاق: «فلما قرب أبو بكر رضي الله عنه الراحلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب فداك أبي وأمى؛ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلّم-: «إني لا أركب بعيرا ليس لى» قال: فهى لك يا رسول الله بأبي وأنت وأمى، قال: «لا» ؛ «ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟» قال: كذا، وكذا قال: «قد أخذتها به» قال: «هي لك يا رسول الله؛ فركبا؛ وانطلقا، وأردف «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه «عامر بن فهيرة» -