للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما توفي- عليه السلام- مكث في بيته يوم الاثنين والثلاثاء، ودفن ليلة الأربعاء، على الصحيح «١» ، وأخروا ذلك مع أن السنة التعجيل:

إما لعدم اتفاقهم على موته، أو محل دفنه؛ فمنهم من قال: ب «البقيع» ومنهم من قال ب «المسجد «٢» » ، حتى قال صديق الأمة: سمعت رسول الله- صلى الله عليه/ وسلم- يقول: «ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه «٣» » ، ادفنوه في موضع وفاته.

إلى غير ذلك، فغسلوه- عليه السلام- بالماء والسدر، والذي تولى غسله «علي بن أبي طالب» و «الفضل بن عباس» - من مخضبه- والعباس، وأسامة، وشقران يصبان الماء.

وروى أنه- عليه السلام- قال «لعلي: اغسلني إذا مت» . فقال: يا رسول الله ما غسلت ميتا. فقال: «إنك ستهيأ، أو تيسر» . قال علي: فغسلته، فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معي ثلاثون رجلا «٤» ، وحضر معهم «أوس بن خولى


(١) عن دفنه صلى الله عليه وسلّم ليلة الأربعاء ... ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلّم من وسط الليل ليلة الأربعاء ... وعن عائشة- رضي الله عنها-: جوف الليل ليلة الأربعاء اه: السيرة النبوية بتصرف. وانظر: «الطبقات» لابن سعد ٢/ ٧٠. وانظر: «تنوير الحوالك شرح موطأ مالك» للإمام السيوطي ص ١٨٠ رقم: ٥٤٥.
(٢) حول اختلافهم في مكان دفنه صلى الله عليه وسلّم أخرج ابن سعد في «الطبقات» ٢/ ٧١- ذكر موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلفظ: «عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «وضع على سريره في بيته، وكان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه في البقيع ... » اه: الطبقات. وانظر: بقية أحاديث الباب.
(٣) حديث «ما قبض الله نبيا ... إلخ» . أخرجه الإمام الترمذي في جامعة كتاب «الجنائز» رقم: ٩٣٩ بلفظ: عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: «لما قبض الله رسوله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا في دفنه؛ فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلّم شيئا ما نسيته قال: «ما قبض الله ... الحديث» . قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس- رضي الله عنهما- عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أيضا. وانظر: «سبل الهدى والرشاد» للصالحي الباب الرابع في دفنه- صلى الله عليه وسلّم ومن دفنه؟.
(٤) حديث، أنه صلى الله عليه وسلّم قال ل «عليّ غسلني ... إلخ» جمع المؤلف أبو مدين حديثين في حديث واحد أخرجهما ابن سعد في «الطبقات» ٢/ ٦١- ٦٣:

<<  <   >  >>