عملت في مؤسسة من المؤسسات مدة أربع سنوات في مجال أنظمة الجودة والتخطيط الإستراتيجي والتطوير، وكان جلُّ عملنا الكتابة على الورق، خططنا ورق، وفكرنا ورق وعملنا ترتيب الورق، وخلال مدة الأربع سنوات ملأت المكتب ومحيطة بالأوراق، ثم تركت العمل وسلمت جميع أعمالي للموظف الجديد، وقلت له انظر إلى هذا الكوم من الأوراق جيداً أترى هذا الكوم الكبير إن أنسب ما توصف به هذه الأوراق أن تقول:
(كتبنا وياما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا)
أكثر الخطط بل جميعها لا فائدة منها لأن المؤسسة كانت تسعى للحصول على شهادة الجودة.
جلُّ أعمالنا تحمل نفس الصفة ونفس العار الآبد الهاوي في دركات الفشل والانحطاط.
لا نملك ما نقول إلا أن التخطيط الاستراتيجي يحقق فشلاً تلو الفشل في مؤسساتنا ودوائرنا.
جلست مرةً مع أستاذٍ جامعي تشرفت بالدراسة على يده في مرحلة البكالوريوس، كان قد سافر إلى بلد عربي