زرت شيخاً فاضلاً من أهل اللغة والأدب متخصص في تدريس اللغة العربية بنحوها وصرفها وآدابها وعلومها، يُدرس الشيخ ألفية ابن مالك في النحو في بيته يحضر الطلاب إليه فيقوم بتدريسيهم بالمجَّان، كما يُدرِّس الشيخ الفاضل علوم القراءات القرآنية لطالبين أو ثلاثة.
ولما زُرت الشيخ الفاضل تفاجأت بسوء حاله وقلَّة حيلته أمام الفقر والمرض، فهو لا يكاد يَقوى على الكلام لشده السُّعال وبالكاد يتلفظ أنفاسه لشعوره بالتعب والإرهاق جرَّاء ضعفٍ في عضلة القلب، ومع هذا يُدرِّس ويُعلم ويكتب ويؤلف.
ومما زاد آلام الشيخ أن البيت الذي قام باستئجاره على الدور الرابع والشيخ إن أخطأ ونزل أو نزل لحاجة ماسَّه يحتاج وقتاً طويلاً للصعود ودخول البيت.
يضع الشيخ مدفأة بجانبه وحتى تفي المدفئة بالغرض لأنها صغيرةٌ جداً ولا تقوم بتدفئة جميع الغرفة قام الشيخ بوضع ستائر، حتى صار المحيط من حوله مترين في مترين تقريباً، وبذلك تستطيع المدفئة أن تدفئ ما بين الستائر المرقعة.