ثم إن الشيخ في وقت التأليف لا يستخدم المدفأة بل ينام على سريره ويخرج يده فقط من تحت الأغطية لتمسك بفأرة جهاز الحاسب، ويبدأ عمله بيد واحده هي التي تطبع، وهي التي تنسق ونضبط.
وحاصل ما تقدم أن الشيخ أنهكه المرض وفَتك به الفقر، ولكن لم ينقطع عن التدريس والتعليم ولم يهجر التأليف والكتابة؟!
كل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالمؤلف أو العالم لا تثنيه عن عمله الدؤوب ولا تثبطه ليجلس وحيداً دون أن يُعلم ويُربي.
التقيت بعالم جليل القدر ما ترك فناً من فنون الشرع واللغة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع إلا تكلم فيه وألَّف فيه، لكنه مبتلى بالمرض الشديد، وكان كلما أحس بشدة المرض وقسوته تزداد همته ويزداد إنتاجه وتآليفه، وفي كل ذلك يقول:
"عندي رسالة أريد أن أوصلها، للناس قبل فوات الأوان"