للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بيع الكتب]

كان يقول أحد مشايخنا الكرام:

"لا يوجد أشقى ممن باع كتبه".

وقد شهدنا بعض طلاب العلم افتقر فباع كتبه فشقي بعد ذلك شقاءً ما بعده شقاء.

ومما شهدنا من مصائب العراق أن عالماً عراقياً ينادي في سوق المتنبي يدلل على كتبه لينفق على نفسه وعلى عياله يبيع وينادي عليها وهو يبكي ويقول بحرقه:

"العالم العراقي باع كل شيء ... ، ولما لم يبقَ عنده إلا الكتب ... باعها أيضا".

بيع الكتب بسبب الفقر يورث الهم والغم والحسرة والندامة يعيش العالم عيشةً ملؤها الحسرة لأنه باع أغلى ما يملك.

وقد سجل لنا التاريخ حادثة من أجل ما يبرهن به على ما تقدم فقد قال ابن خلكان رحمه الله:

"حكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي: أن أبا الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي الأديب كانت له نسخة بكتاب "الجمهرة"؛ لابن دريد في غاية الجودة، فدعَتْه الحاجةُ إلى بيعها، فباعَها واشتراها

<<  <   >  >>