وأقاصينا، له الخلق والأمر، وبيده الكسر والجبر، وعلينا الصمت والصبر، إلى أن يوارينا اللحد والقبر، والسلام".
[ختام الرسالة]
قال أبو حيان: "إن سرّك-جعلني الله فداك-أن تواصلني بخبرك، وتعرفني مقرّ خطابي هذا من نفسك فافعل، فإني لا أدع جوابك إلى أن يقضي الله تعالى تلاقيا يسرّ النفس، ويذكّر حديثنا بالأمس، أو بفراق نصير به إلى الرمس، ونفقد معه رؤية هذه الشمس، والسلام عليك خاصا بحقّ الصفاء الذي بيني وبينك، وعلى جميع إخوانك عامّا بحقّ الوفاء الذي يجب عليّ وعليك والسلام".
وكتب هذا الكتاب في شهر رمضان سنة أربعمائة" (معجم الأدباء، ٥/ ١٩٢٣ - ١٩٣٣).
[وبعد إيراد رسالة أبي حيان أقول]
لست من هواة النقل المطول والنسخ واللصق في هذا الكتاب خصوصا -وفيما يأتي بعده بعون الله وإن كنت فعلته سابقا-، ولكن لا أبالغ إن قلت إن كلمات أبي حيان أثرت فيَّ أيما تأثير، قرأت كلامه مرات ومرات، خصوصا هذه الأيام وقد زارني أسقام وعلل حار الأطباء في حلِّها، وحولي أزيد من خمسين كتابا أنفقت الأوقات