للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووصفته وبما أمسكت عنه وطويته، إما هربا من التطويل وإما خوفا من القال والقيل".

[التقدم في السن واليأس من الحياة]

قال أبو حيان: "وبعد فقد أصبحت هامة اليوم أو غد، فإني في عشر التسعين، وهل لي بعد الكبرة والعجز أمل في حياة لذيذة أو رجاء لحال جديدة، ألست من زمرة من قال القائل فيهم:

نروح ونغدو كلّ يوم وليلة ... وعما قليل لا نروح ولا نغدو

وكما قال الآخر:

تفوّقت درّات الصبا في ضلاله ... إلى أن أتاني بالفطام مشيب

الموعظة الحسنة وهذا البيت للورد الجعدي، وتمامه يضيق عنه هذا المكان.

والله يا سيدي لو لم أتعظ إلا بمن فقدته من الإخوان والأخدان، في هذا الصقع، من الغرباء والأدباء والأحبّاء لكفى، فكيف بمن كانت العين تقرّبهم والنفس تستنير بقربهم، فقدتهم بالعراق والحجاز والجبل والريّ وما والى هذه المواضع، وتواتر إليّ نعيهم واشتدّت الواعية بهم، فهل أنا إلا من عنصرهم؟ وهل لي محيد عن مصيرهم؟

<<  <   >  >>