ربما يتساءل البعض حول مصير العلم وهل نتيجة العلم ومصيره التعاسة لأهله؟
خصوصاً بعد عرض مجموعة من النماذج للعلماء الذين نالتهم أيدي الشقاء.
نلاحظ أن العلماء من سلم منهم من الفقر لم يسلم من المرض، ومن سلم منهم من الفقر والمرض لم يسلم من الهموم والمعاناة، بسبب الشعور بالذنب والتقصير وغير ذلك .... ، ولا شك أن أهل العلم تقدر جهودهم وتوقر، وربما في زمان العالم لا يؤبه لشأنه ولا يلتفت إليه، لكن هذه الجهود تقدر ويكتب لها القبول.
ولن أطيل في الشرح لأعرض الأمثلة الحية لأدلل على مثل هذه القاعدة، وأكتفي بذكر ثلاثة أمثلة فقط:
المثال الأول: الإمام البخاري الذي اتهم ظلماً وزورا بعد تأليفه كتابه (صحيح البخاري) وكلها اتهامات باطله زائفة، حتى ذكر بعض المؤرخين أنه خرج من بلده بعد جهد دام ستة عشر عاماً في تنقيح الصحيح وتأليفه، خرج من بلده محزوناً حتى سأل الله تعالى الموت. والسبب ليس النقد للكتاب بل إنه لم يسلم من الوشاية والتآليف الكاذبة