يكابد الإنسان مشاق الحياة منذ عاش على وجه الأرض ولا تزال الأحافير والقبور والحضارات المحطمة شاهدة على أن الأنسان عاش على وجه الأرض شقياً منهكاً متعباً.
وهذه المكابدة ساهمت مساهمة كبيرة في نشوء الحضارات ورقيها وارتقائها، فالناتج الإنساني اليوم سليل الحضارات السابقة، تطوراتنا وتقدمنا في شتى صنوف الحياة ما هو إلا تطورات للأفكار وتسلسل الإعمار.
يخلص إنسان إلى فكرة ما، يعيش وتعيش الفكرة معه طيلة حياته، وهذه الفكرة تتطور وتنمو ولكن ليس في نفس الميدان، وربما في بيئة أو زمان أو وقت آخر.
وليس لنا أن نسأل عن سبب هذه التطور لأن عقول البشر مستودعات خفيات أودع الله فيها من الأسرار والخفايا ما لا يستطيع بشر إدراكه أو فهمه، وليس لنا إلا التسليم أن العقل معجزه أودعت في أجساد البشر تحفزهم وتحثهم على فعل ما تحتاجه البيئة والمجتمعات، ثم نسلم أن العقل البشري نتاجه يصب في وعاء واحد.