{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ} [(٤) سورة ق] أي: ما تأكله من أجسامهم، فلا يضل عنا شيء، ولا يغيب عن قدرتنا شيء، وإذا كان الرجل الذي شك في القدرة الإلهية، وحديثه وقصته في الصحيح، قال:((لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحد، لكن إذا أنا مت -يوصي أهله- فأحرقوني ثم ذروني في يوم شديد الرياح)) يظن أن اجتماع هذه الأجزاء تصعب على الله -جل وعلا- فشك في قدرته، وما عمل خيراً قط، في بعض الروايات:"إلا التوحيد" في المسند: "إلا كلمة التوحيد" هو مفرط تارك للأوامر، مرتكب النواهي، ومع ذلك معه التوحيد، وشك في القدرة، والذي يشك في قدرة الله -جل وعلا- يكفر وإلا ما يكفر؟ يكفر، لكنه لما جمعت أجزاءه قيل له: ما الذي حملك على هذا؟ فذكر الخوف الشديد من الله -جل وعلا-، فمن أهل العلم من يقول: إنه عذر بجهله، ومنهم من يقول: إنه بلغ به الخوف مبلغاً غطى عقله، ورفع عنه التكليف في تلك اللحظة، والمغلوب غير مكلف، المغلوب غير مكلف.
كلام أهل العلم في هذه المسألة كثير، لكن فيها دلالة على القدرة الإلهية بجمع ما تفرق من أجزاء البدن في الأرض، من أكلته السباع، من أحرق بالنار، وما أشبه ذلك كله يجمع ويبعث مع الناس كما كان -والله المستعان- كاملاً حتى ما أخذ منه في حياته يرد إليه، حفاة عراة غرلاً بهماً، يعني كما خلقوا.
في الصحيح:((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب)) ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق، ومنه يركب)) عجب الذنب الذي يسمونه نعم العصعص، هذا لا يأكله التراب، وهو من أحد الثمانية التي لا تفنى.
ثمانية حكم البقاء يعمها ... من الخلق والباقون في حيز العدم