نعم وجد من يفتي بالقنوات وغيرها من وسائل الإعلام بفتاوى شاذة يخالف فيها المتقدمين والمتأخرين، فمثل هذا لا يقلد، ولا يعتنى بجمع فتاواه، ولا يعتنى أيضاً بالرد عليه إلا بقدر الحاجة، يترك الرد عليه للكبار، إن قاموا به وإلا فمن دونهم.
يقول: ذكرت تحزيب الصحابة للقرآن الكريم بالسور، ونرى الآن التحزيب بتقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً والحفظ والمراجعة عن طريق هذا التحزيب، وكأن الأمة أجمعت على ذلك فهل الأفضل لي في القراءة والمراجعة وتثبيت الحفظ عن طريق السور أو عن طريق الأجزاء؟
يا إخوان القراءة التي هي حزبك اليومي، ونصيبك اليومي من كتاب الله -جل وعلا- بحيث تقرأها نظراً بالتدبر والترتيل ينبغي أن يكون على طريقة الصحابة؛ لأن تقسيمهم مقسم على أيام الأسبوع، وهو مناسب لذلك جداً، لكن قد يقول قائل: أنا والله لا أستطيع أن اقرأ في اليوم خمسة أجزاء، نقول: اقرأ ما تستطيع لكن لا تهجر القرآن، وكلما أكثرت فالله أكثر، وكل حرف بعشر حسنات، والختمة بثلاثة ملايين حسنة، وإن حرمت حرمت نفسك، فالقراءة هذه قراءة الحروف يعني جلب الحسنات أو اكتساب الحسنات عن طريق الحروف، هذا لا شك أنها بواسطة تحزيب الصحابة، أما بالنسبة للحفظ ومراجعة الحفظ فكل إنسان أعرف بنفسه، كل إنسان أعرف بنفسه، ضعيف الحافظة يقتصر على آيتين، ثلاث، خمس، لا يزيد على ذلك؛ لأنه لو زاد على ذلك تفلت عليه وما استطاع الإحاطة به، الذي أقوى منه حافظة يزيد إلى عشر مثلاً، أقوى منه حافظة يزيد إلى عشرين، المقصود أن مثل هذا كل إنسان يعرف قدرته واستطاعته، وتقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً هذا لا ينافي تحزيب الصحابة، لا ينافيه أبداً.
يقول: هل حافظ القرآن لا تأكل جسده الأرض؟
ما أدري، الله أعلم.
يقول: ما رأيكم في تفسير ابن عاشور، وتفسير حدائق الروح والريحان؟
تفسير ابن عاشور اللي هو التحرير والتنوير تفسير رائع، من أجمل ما كتبه المعاصرون، وعنايته ببيان القرآن، وإعجاز القرآن، ولغة القرآن واضحة، فيستفيد منه طالب العلم، وهو كتاب متعوب عليه، يعني ألف في أربعين عاماً، ما هو مجرد نقل هو تحرير وتحليل، ولا شك أن فيه جهد مبذول ونافع على كل حال.