والعقوبات الإلهية لمن خالف الأوامر والنواهي لا شك أنها واقعة ومحسوسة؛ لأن الإنسان قد يضعف في فعل المستحب، يعني يتساهل في الرواتب، يتساهل في قيام الليل ثم لا يلبث أن تدعوه نفسه إلى ترك .. ، إلى التساهل في الواجبات، ثم إذا تساهل في الواجبات دعته نفسه إلى ما هو أوجب منها وهكذا، وكذلك في المحظورات، يعني مثل نشوء البدع، نشأت يعني يسيرة، فعوقب أهلها بما هو أشد منها، بأن أصروا عليها وألزموا بلوازم، أصروا عليها ودعوا إليها، وألزموا بلوازمها فالتزموا، فالتزموا، ثم بعد ذلك أخذتهم العزة بالإثم وأصروا على هذه اللوازم ثم عوقبوا بما هو أعظم منها، عوقبوا بما هو أعظم منها، يعني الإنسان يسمع كلام من المبتدعة ما يصدر ولا عن مجنون، يعني شراح ومفسرين يشرحون ويفسرون كلام الله -جل وعلا-، ويشرحون كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك يذكرون في هذه الكتب أشياء مضحكة، يعني لديهم عقول، ولديهم أفهام، ولديهم تحليل يعني يبهر القارئ، لكن أحياناً يعاقب بشيء فيأتي بكلام مضحك، يعني الأشعرية حينما قالوا -وهذا موجود في شروح البخاري- حينما يقولون: إن أعمى الصين يجوز أن يرى بقة الأندلس، هذا يعني لو سمعه الإنسان أول مرة قال: جنون هذا ما في إشكال، ما يستطيع البقة إذا أبعدت عنه متر، إذا أبعدت متر واحد ما شافها، وكل عاد على حسبه في قوة النظر، لكن عشرة أمتار على أي حال ما ترى البقة صغار البعوض، كيف أعمى الصين في أقصى المشرق يرى بقة الأندلس؟! يعني هل يمكن أن يخطر على قلب عاقل مثل هذا الكلام؟ إلا أنهم ألغوا الأسباب تأثير الأسباب، وقالوا: إن البصر سبب، والشيء يحصل عنده لا به، ثم استدرجوا إلى أن قالوا ما قالوا، فمثل هذه الأمور يخشاها الإنسان ويقف عندها، ولا يتعدى النص؛ لأن العصمة إنما هي بالكتاب والسنة، يعني شيء لا يخطر على البال حينما يقرأ لابن عربي:
ألا بذكر الله تزداد الذنوبُ ... وتنطمس البصائر والقلوبُ