" {أَتَوَاصَوْا} [(٥٣) سورة الذاريات] كلهم" يعني من الكفار المتقدمون الأمم السابقة كلهم إلى قومك يا محمد (به) أتواصوا "به؟ استفهام بمعنى النفي" يعني لم يتواصوا به لماذا؟ لانقطاع الأسانيد انقطاع الاتصال بين أمتك وأممهم، يعني من يوجد في آخر الزمان ويقول بمثل ما قاله أبو جهل مثلاً؟ هل نقول: إن أبا جهل أوصاه بالسند المتصل؟ ما يمكن، لكنه الشيطان الذي يوحي إلى أتباعه بمثل هذا، "أتواصوا كلهم به، استفهام بمعنى النفيط يعني لم يتواصوا به {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [(٥٣) سورة الذاريات] إضراب، لم يتواصوا به {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [(٥٣) سورة الذاريات] "جمعهم على هذا القول طغيانهم" يعني اشتراكهم في المبدأ، اشتراكهم في المبدأ جعلهم يتفقون على ما يمليه عليهم هذا المبدأ، جعلهم يتفقون على ما يمليه عليهم هذا المبدأ، ولذلك تجد مثلاً من وسائل الكفار في الشرق والغرب في محاربة الدين وأهله ما يتفقون عليه من غير ما يتوافقون عليه من غير اتفاق، ما يتوافقون عليه من غير اتفاق "{أَتَوَاصَوْا بِهِ} كلهم، استفهام بمعنى النفي، {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} جمعهم على هذا القول طغيانهم".
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [(٥٤) سورة الذاريات] يعني أعرض عنهم، لا تلتفت إلى كلامهم، لا يؤثروا عليك، لا يثنونك عما أنت بصدده، وهذا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وعلى من يدعو بدعوته، يعني لو قيل: فلان، يعني العبارة الآن التي تدرج بين الناس: فلان مسكين، مسكين يدخل نفسه في شيء لا يخصه، أو قد يعرضه للابتلاء، قد يعرضه لتعذيب، قد يعرضه لشيء مما يترتب على الأمر والنهي.