والثالث: المتصدق الذي لا يترك باباً من أبواب الخير إلا ويبذل فيه، ويبذل فيه، فيقال له: ماذا صنعت؟ قال: كسبت المال، ثم أنفقته في وجوه الخير فيقال: كذبت إنما أنققت ليقال: جواد.
هذه الأمثلة محسوسة يعني في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- من أبلى بلاء حسناً قال النبي:((هو في النار)) في الجهاد، ويوجد من يعلم الناس والله أعلم بنيته ومراده {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [(٤٧) سورة الزمر]، فعلى الإنسان أن يُعنى بهذا الباب ويهتم به، وكم من متصدق ليقال؟ وإذا كان وجد من بعض الأثرياء من إذا جاءه من يجيء لطلب مساعدة، تجده يستخرج الدفتر -دفتر الشيكات- وعنده الحضور وعنده الوجهاء والأعيان فيتبرع بمبلغ كبير -هذا الشيك-، ثم إذا ذهب ممن يذهب -هذه واقعة ما هي بافتراضية-، اتصل على البنك قال: وقفوا الشيك، شيء لا يخطر على البال يعني! ما الذي يضره أن يقول: والله ما فيش شيء؟ لكن قد يقول قائل: إننا نتعلم العلم ونعلم، وفي نياتنا دخن، وفيها غبش، وجاهدنا وحاولنا أن نصحح وعجزنا هل نترك العلم والتعليم؟ نقول: لا تترك لا العلم ولا التعليم تابع، وألح على ربك أن يصحح نيتك؛ لأن الترك ليس بعلاج، تترك إلى أي بدل، وإلا فالأمر عظيم يعني بدلاً من أن يكون ممن رفعه الله درجات يكون من أول من تسرع بهم النار؛ لأن العلم الشرعي من أمور الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك.
{هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} [(١٤) سورة الطور] وأنت. . . . . . . . . أخبار والله ما هو بصحيح ولا معقول نار هذه صفتها، وجنة عرضها السموات والأرض وين النار؟ إذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض يعني ما في مكان للنار {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} ليس الخبر كالمعاينة، والله المستعان.
لكن هل يقول: ما فيه نار وهو يراها يمتنع من دخولها ولا يقدم عليها؟ فيدفع دفعاً شديداً ويكب على وجهه ومنخره في النار رغم أنفه لا بطوعه واختياره؛ لأنه لا يقبل هذا.