للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{أَفَسِحْرٌ هَذَا} [(١٥) سورة الطور] "العذاب الذي ترون كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر"، {أَفَسِحْرٌ هَذَا} يعني - "العذاب الذي ترون" لأنهم قالوا للنبي: ساحر، وقالوا في الوحي سحر، هذا النار التي ترونها هذه سحر حقيقة وإلا خيال {أَفَسِحْرٌ هَذَا} "العذاب التي ترونه كما كنتم تقولون في الوحي هذا سحر" {أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [(١٥) سورة الطور] يعني إن كذبتم وقلتم سحر ذوقوا العذاب يدفعون إليه دفعاً، ولا يمكنهم الهرب، ولا يمكن أن يقولوا: سحر؛ لأنهم يرونها بأم عيونهم، بأمات عيونهم تتلظى {نَارًا تَلَظَّى} [(١٤) سورة الليل] تتلهب، يدركهم حرها وسمومها قبل دخولها، {أَفَسِحْرٌ هَذَا} يعني هذا "العذاب وهذه النار التي ترون كما كنتم تقولون في الوحي"، نعم الذي لا يصدق يقول: سحر، لكن إذا رأى هل يستطيع أن يقول: سحر؟ لا يستطيع أن يقول سحر، {أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} هل أنتم لا ترون هذه النار التي أمامكم، أو هي سحر؟ لا هذا، ولا هذا ليست بسحر وإنما هي حقيقة، وصلهم مقدماتها ويبصرونها ويرونها بأعينهم {أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ}؟.

{اصْلَوْهَا} [(١٦) سورة الطور] صلي النار حرها، وشدة حرها الذي يصطلي يعني يستدفئ في النار لعلكم تسطلون، فلا شك أن النار حارة ومحرقة، لكن يستفاد منها في الدنيا بقدر الحاجة، يستدفأ بها لكن ما يجلس الإنسان في وسطها في سواها {فِي سَوَاء الْجَحِيمِ} [(٥٥) سورة الصافات]، ما يستطيع الإنسان أن يجلس، لكن يستفيد منها يوقد على طعامه؛ لينضج، ويقترب منها

؛ ليستدفأ لكنه لا يصلاها كما يصلى النار {إِلَّا الْأَشْقَى} [(١٥) سورة الليل].

{اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا} [(١٦) سورة الطور] يعني "اصبروا عليها" أولا تصبروا سيان؛ لأنه لا ينفع لا الصبر ولا الجزع، الصبر ينفع في الدنيا، الصبر إنما ينفع في الدنيا، الصبر على أوامر الله على الواجبات بأدائها، والصبر عن المحرمات بعدم اقترافها، الصبر على الأقدار المؤلمة هذا ينفع {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [(١٠) سورة الزمر]، لكن إذا دخلوا النار ماذا يستفيدون؟ اصبروا أو لا تصبروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>