{اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا}"عليها {أَوْ لَا تَصْبِرُوا} صبركم وجزعكم سواء، صبركم وجزعكم سواء"؛ لأن الآخرة ليست دار تكليف، يقال نؤجر على الصبر؟ لا سواء صبرتم أو جزعتم فـ {سَوَاء عَلَيْكُمْ}؛ "لأن صبركم لا ينفعكم"{سَوَاء عَلَيْكُمْ}، " لأن صبركم لا ينفعكم"، {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [(١٦) سورة الطور] يعني جزاء ما كنتم تعملون، يقول أي "جزاءه"{إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} يعني جزاء عملكم، جزاء عملكم، أو جزاء الذي كنتم تعملونه، فما موصولة أو مصدرية جزاء عملكم، أو جزاء الذي تعملونه.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} [(١٧) سورة الطور] ذكر الله -جل وعلا- في الآيات السابقة حال الأشقياء وما أعد لهم في الآخرة، ثم ثنى بحال السعداء، وهذه طريقة القرآن إذا ذكر حالاً ذكر ضدها، وهذا من أوجه تسمية القرآن المثاني {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} جنات بساتين، {جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} في هذه الجنات، يتنعمون ويتلذذون {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [(٢٤) سورة الواقعة] يجزون بأعمالهم في الدنيا، فالمحسن يجزى بإحسانه، والمسيء كما تقدم يجزى بإسأته، وكل يجازى بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وهنا يجزى المتقون الجنات والنعيم المقيم الأبدي السرمدي الذي لا ينقطع، وفي الجنات ما لا عين رأت، ولا آذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} المتقين الملازمين للتقوى بفعل الأوامر واجتناب النواهي، الذين جعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمروا به واجتناب ما نهوا عنه.