للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} الآية (١) .

ففي الآية الكريمة من فضائل الصديق:

١- أن الكفار أخرجوه:

الكفار أخرجوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} فلزم أن يكونوا أخرجوهما، وهذا هو الواقع، فإن الكفار أخرجوا المهاجرين كلهم كما قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} (٢) ، وقال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ} (٣) وذلك أنهم منعوهم أن يقيموا بمكة مع الإيمان، وهم لا يمكنهم ترك الإيمان، فقد أخرجوهم إذ كانوا مؤمنين (٤) .

٢- أنه صاحبه الوحيد:

الذي كان معه حين نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا هو أبو بكر، وكان ثاني اثنين الله ثالثهما. قوله: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} يدل على قلة


(١) سورة التوبة: ٤٠. قال ابن كثير رحمه الله: لما هم المشركون بقتله أو حبسه أو نفيه خرج منهم هاربًا صحبه صديقه وصديقه وصاحبه أبي بكر بن أبي قحافة، فلجآ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ثم يسيروا نحو المدينة، فجعل أبو بكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم فيخلص إلى الرسول منهم أذى، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسكنه ويثبته. (تفسير ابن كثير جـ٢ ص٣٥٨) .
(٢) سورة الحشر: ٨.
(٣) سورة الحج: ٣٩-٤٠.
(٤) منهاج جـ ٤/٣٣، ٢٦٦، ٢٦٧.

<<  <   >  >>