للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدد، فإن الواحد أقل ما يوجد، فإذا لم يصحبه إلا واحد دل على أنه في غاية القلة.

وأيضًا ففي المواضع التي لا يكون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من أكابر الصحابة إلا واحد يكون هو ذلك الواحد: مثل سفره في الهجرة ومقامه يوم بدر في العريش لم يكن معه فيه إلا أبو بكر، ومثل خروجه إلى قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام كان يكون معه من أكابر الصحابة أبو بكر. وهذا اختصاص في الصحبة لم يكن لغيره باتفاق أهل المعرفة بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - (١) .

٣- صاحبه في الغار:

الفضيلة في الغار ظاهرة بنص القرآن، وقد أخرجا في الصحيحين من حديث أنس، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: «نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» (٢) . وهذا الحديث مع كونه مما اتفق أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول فلم يختلف في ذلك اثنان منهم فهو مما دل القرآن على معناه (٣) .

٤- أنه صاحبه المطلق:

قوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} لا يختص بمصاحبته في الغار، بل هو صاحبه المطلق الذي كمل في الصحبة كمالاً لم يشركه فيه غيره -


(١) منهاج جـ٤/٧، ٢٥٥، ٢٥٢.
(٢) البخاري ك٦٥ سورة ٩ ب٩ ولفظه «كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار فرأيت آثار المشركين، قلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه لرآنا، قال: ما ظنك باثنين الله ثالثهما» وأخرجه مسلم رقم (١٨٥٤) .
(٣) منهاج جـ٤/٢٤٠-٢٤١.

<<  <   >  >>