للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا قول أديب الملوك يعقوب بن شرين الجندي:

فتى سار الآفاق ركبان ذكره ... مغربة طورا وطورا مشرقة

إذا حل في أرض أتاه فحولها ... تفيد علوما حوله متحلقة

وإنْ خاض في شرح العلوم رأيتها ... لفرط احتشام من معاليه مطرقة

فليس له في كل شرق ومغرب ... نظير بنو الدنيا على ذاك مطبقة

ولا قول البديع الخوارزمي:

أمكة هل تدرين ماذا تضمنت ... يمقدم جار الله منك الأباطح

به وإليه العلم ينمي وينتمي ... وفيه لأرباب العلوم المناجح

محاط رحال الفاضلين فلم يزل ... يحط إليه الرحال غاد ورائح

إذا انتابه الوطاب رأيته ... تحول عنه وهو ملآن طافح

بمته الكرام الغر من خير أسرة ... هم قدوة الدنيا الكهول الجحاجح

أدلاء ضلال البرايا جباههم ... مصابيح رهبان فدتها المصابح

فإن ذلك اغترار منهم بالظاهر المموه وجهل بالباطن المشوه.

ولعل الذي غرهم مني ما رأوا من النصح للمسلمين وبليغ الشفقة على المستفيد وقطع المطامع عنهم وإفادة المبار والصنائع عليهم وعزة النفس والرب بها عن الإسفاف للدنيات والإقبال على خويصتي والإعراض عمالا يعنيني فجللت في عيونهم وغلطوا فيّ ونسبوني إلى ما لست في قبيل ولا دبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>