أتى من المشرق إلى المغرب، واستوطن بشبوكة وهو شريف ويوسف أبوه كان رحمه الله جميل الوجه جدا شاعرا مجيدا فقيها وبرز عدلا في سماط شهود فاس واستخدمه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عنان المريني شاهد في دار صناعته وأحمد والد يوسف كان فقيها صوفيا ومحمّد والد أحمد كان فقيها صالحا ويوسف والد محمّد كان فقيها عالما صالحا مكاشفا مجاب الدعوة من أمل الطبقة العليا في الصلاح وأبو على الله كتب الوثيقة بشهود فاس.
[حاله أكرمه الله:]
هو فارس القريض وحامل لوائه الطويل العريض وله وجه وسيم وحياء جسيم وسمو همته لم يبلغ إنسان ولم ولم يسمع بمثلها في سالف الأزمان ويؤثر عزة نفسه على هواه ويختار مهيع السمو على ما ساه وأنشدني لنسه يمدح أمير المؤمنين أبا فارس عبد العزيز المريني بعد قتل لوزيره المتغلب على أمره عمر بن عبد الله بن علي الياباني وحرضه على قتال الشيخ أبي ثابت عامر بن محمّد بن علي الهنتاتي صاحب جبل هنتاتة من حوز مراكش حين خرج عليه به بالسلطان المعتمد على الله أبي الفضل محمّد بن أخي السلطان عبد العزيز هذا:
أبان في حبه ما قال عاذله ... دمع جرى فوق صفح الخد هامله
فبات من وطأة التفريق ذا وجل ... يستنجد الصبر عونا وهو خاذله
صب إذا ما بدا بالرقمتين له ... وميض برق الحمى هاجت بلابله
يبكي لمنزل أنس بان آهله ... وظاعن عنه عنه قد شطت منازله
يا حسن عصر بهم قضيته زمنا ... رقت حواشيه إذ رقت أصالته