أنَّه إنما دفن في خارج باب المحروق من فاس، وما وقع من دفنه بباب الجيسة، وهم من ابن الزبير وغلط، وقد زرناه وشاهدنا قبره بحيث ذكرناه.
أرضاه الله وغفر لنا وله. انتهى.
قلت: وقد سبق ابن الزبير إلى ذلك القاضي أبو الفضل عياض في الغنية، فانه قال: دفن جارج باب الحبيسة. واعتذر عنه بعض الأكابر، بأن باب المحروق لم يكن إذ ذاك فتح، لأنه من بناء أمير المؤمنين الناصر بن أمير المؤمنين يعقوب المنصور بن أمير المؤمنين يوسف بن أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي، ولا شك أنَّ ذلك متأخر عن زمان عياض قطعاً، ويبقى الإشكال في كلام ابن الزبير، لتأخر زمانه عن ذلك.
[استطراد وتحقيق]
بين الشيخين: ابن غازي والوانشريشي وبع ما كتبت هذا هنا، وقفت على تأليف لطيف صغير الجرم، مثير العلم للشيخ الإمام العالم أبي عبد الله محمّد بن غازي رحمه الله تعالى ألم في آخره بالمسألة المذكورة، فرأيت أنْ أورده بطوله، لمّا اشتمل عليه من الفوائد، وإنْ كانت أجنبيه عما نحن فيه، ولكن لا يخلو من فوائد جمة، وختمته بهذا الغرض الذي ذكرتناه، وخاطب به الشيخ الحافظ الإمام سيدي أحمد بن يحيى الوانشريشي الملد، التلمساني المنشأ والقراءة، الفاسي القبر والدار آخر عمره، بل أوسط عمره، وسماه:" بالإشارات الحسان، المرفوعة إلى حبر فاس وتلمسان " يعني بحبر فاس وتلمسان: الشيخ الوانشريشي المذكور؛ وقد كتب بطرره الشيخ الوانشريشي المذكور زوائد، هاأنا أذكرها في محلها، تتميماً للغرض، ونصه: