فديتك لا تسأل عن السر كاتباً ... فتلقاه في حال من الرشد عاطل
ونضطره إما لحالة خائن ... أمانته أو خائض في الأباطل
فلا فرق عندي بين قاض وكاتبٍ ... وشى ذا بحق أو قضى ذا بباطل
[عود إلى الرد على بيتي الزمخشري]
ولنرجع إلى ما كنا فيه من ذكر الرد على البيتين اللذين أنشد الزمخشري فنقول: ومن ذلك قول الإمام ابن عاصم، حسبما نقله عنه العبدري رحمهما الله:
قل للذي سمى الهداة أولى النهى ... حمراً لأن سلب الهدى والمعرفة
فغدا يرجع الاعتزال جهالةً ... ويروقه زور وشاة وزخرفه
الحق أبلج واضح لكنه ... يعشى عيون أولى الضلالة والسفه
اخسأ فقولك طائح كهباءةٍ ... طاحت بها هوج الرياح المعصفه
سوغت ذم جماعة سنيةٍ ... قد أحرزوا من كل فضل أشرفه
قطفوا أزهار كل علم نافعٍ ... وأتوا بكل بديعةٍ مستطرفة
قوم هم قمعوا الضلال وحزبه ... بمعاولٍ حكت المواضي المرهفة
هم شيعة الحق الذي ما بعده ... إلاّ مهاوٍ في الضلالة متلفه
آراؤهم يجلو البصائر نورها ... ويميط أدواء القلوب المدنفه
أقصر فإن شقاقهم كفر فلا ... تدع الرشاد لعصبةٍ متعسفة
من شذ عن سنن الجماعة قد غوى ... جاءت بذا الكتب الصحاح معروفة