أعلى ملوك الصيد من أعلامها ... وأجلها من صفوة ولبابها
غارت بغرة شمس الضحى ... وتنقبت خجلا بثوب ضبابها
والبدر حين بدت أشعتها له ... حسنا تضاءل نوره وخبا بها
لله حضرته التي قد شرفت ... خدامها فسمو بخدمة بابها
فاللثم في يمناه يبلغها المنى ... والمدح في علياه من أسبابها
وتذكرت بقوله
رحمه الله تعالى:
أيّها الحافظون عهد الوداد ... جددوا أنسنا بباب الجياد
قصيدة أبي المكارم منديل بن آجروم في ذكر فاس المحروسة وباب الفتوح منها وموضع من متنزهاتها ولا شك أنَّ كل واحدة من هاتين القصيدتين تنظر إلى الأخرى وناظماها متعاصران فالله أعلم أيهما أخذ من الآخر على أنَّ الورى مختلف وقد يقال إنَّ ذلك من باب توارد الخواطر.
ونص قصيدة أبن آجروم المذكور:
أيها العارفون قدر الصبوح ... جددوا أنسنا بباب الفتوح
جددوا ثم أنسنا ثم جدوا ... نسرح الطرف من مكان فسيح
حيث شابت مفارق اللوز نورا ... وتساقطن كاللجين الصريح
وبدا منه كل ما أحمر يحكى ... شفقا مزقته أيدي الريح