ولمحمد بن فرج المذكور عفا الله عنه، وتقبل بكرمه ورحمته منه؛ قطع على حروف المعجم، في لزوم؛ وسماها بالقطع المخمسة، في مدح النعال المقدسة.
قال رحمه الله حسبما نقلت من خطه: وآثرت التخميس على التعشير، ليكون أسرع لحفظها، وأبرع للفظها؛ وأيضاً فوجود خمس من القوافي في نظم لزومي أو نثر، أهون على الفكر من وجود عشر. هذا وإنْ كان اللسان العربي فصيحاً فسيحاً لا يضيق، ولا يكاد يخرج عنه لسان كل فريق؛ ليس من شرط المطالعة، أنْ يحفظ الغريب من الكلام كل من طالعه؛ والله سبحانه أسأل أنْ يجعلها من القربات التي تنفع، والوسائل التي تشفع، والتمائم التي تذود كل سوء في الدارين وتدفع، وصلى الله على الشفيع المشفع؛ وسلم تسليماً، من آفة الانفصال سليما.
[قافية الهمزة]
أتمثال نعل كان يلبسها الذي ... إذا عدت الأرسال ليس له كفء
أبو القاسم الأسمى الذي وطى السما ... بأخمصه ليلا فشرفها الوطء
أقبل في طرسٍ حواك كأنني ... عليل وفي تقبيل شكلك لي البرء
أنا المرء بالآثار ممن هويته ... قنعت وقد يخطي إذا قنع المرء
أأحمد لا يهوى الفؤاد سواك ما ... تقدم عود الشيء في الرتبة البدء
[قافية الباء]
بنفسي مثال النعل محمدٍ ... نبي الهدى المخصوص بالقرب والحب