للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواضح بالتكذيب؛ ويشتغل بما لا يعنيه، ويعرض عما يقربه إلى ربه ويزلفه ويدنيه:

لي حيلة فيمن ينم ... وليس للكذاب حيله

من كان يخلق ما يقو ... ل فحيلتي فيه قليلة

إلى الله المشتكى من هذا وأضرابه، ممن لم تصف موارد شرابه:

مضت أعمارنا ومضت سنونا ... ولم تظفر بذى ثقة يدانِ

وجربنا الزمان فلم يفدنا ... سوى التخويف من أهل الزمانِ

ولا غرو أن كان لأهل الزمان اشباه، ولله بعض أهل الذكاء والتيقظ والانتباه:

والناس مثل زمانهم ... قدوا الحذاء على مثله

ورجال دهرك مثل ده ... رك في تقلبه وحاله

ولذا إذا فسد الزما ... ن جرى الفساد على رجاله

أستغفر الله، هذه نفثة مصدور ذي المثل، أو هفوة مغمور ساعدها طغيان القلم:

نذم زماناً ما له من جناية ... ونشكوه لو تغنى عن المرء شكواه

ولا ذنب فينا للزمان وإنّما ... جنينا فعوقبنا بما د جنيناه

هو القدر الجاري على الكره والرضا ... فصبراً وتسليما لمّا قدر الله

ونفوسنا أولى باللوم لو سلكنا سبيل خيار القوم؛ واقتفينا سنن التقوى، وتمسكنا بحبل التوفيق الأقوى:

<<  <  ج: ص:  >  >>