وقلائد الأيادي منه مقلدة بجيد كل إنسان قد تقرر والمفاخر لا تنسب إلاّ لبنتها، والفضائل لا تعتبر إلاّ بمن يشيد أركانها ويبنيها؛ والكمال لا يصفى شربه، إلاّ لمن يؤمن سربه؛ وإن هذا العلم الكبير، الذي لا يفي بوصفه التعبير؛ علم بآثاره يقتدى، وبأنظاره يهتدى؛ وبإشارته يستشهد، وبإرادته يسترشد؛ إذ لا أمد علو إلاّ وقد تخطاه، ولا مركب فضل إلاّ وقد تمطاه؛ ولا شارقة هدى إلاّ وقد جلاها، ولا لبة فخر إلا وقد حلاها؛ ولا نعمة إلاّ وقد اسداها، ولا سومة إلاّ وقد أبداها؛ لمّا له في دار الملك من الخصوصية العظمى، والمكانة التي تسوغ النعمى؛ والرتب التي تسمو العيون إلى مرتقاها، وتستقبلها النفوس، بالتعظيم وتتلقاها؛ حيث سر الملك مكتوم، وقرطاسه مختوم، وأمره محتوم؛ والأقلام قد روضت الطروس وهي ذاوية، وقسمت الأرزاق وهي طاوية؛ شقت ألسنتها فنطقت، وقطعت أرجلها فسبقت؛ ويبست فاثمرت إنعامها، ونكست فأظهرت قوامها؛ وخطت فأعطت، وكتبت فوهبت، ومشقت فدفقت، وأبرمت؛ فكم يسرت الجبر، وعقرت الهزبر؛ وشنقت المسامع وكفيت المطامع؛ وأقلت فيما ارتفع من الواضع، وأحلت لمّا امتنع من المواضع؛ فهي تنجز النعم، وتحجز النقم؛ وتبث المذاهب وتحث المواهب؛ وتروض المراد وتنهض المواد؛ وتحرس الأكناف، وتغرس الأشراف؛ ومضيغة لنداء هذا العماد الأعلى، طامحة لمكانه الذي سما واستعلى؛ فيما يملي عليها من البيان
الذي يقر له بالتفضل، الملك الضليل؛ ويشهد له بالإحسان، من البيان، الذي يقر له بالتفضيل، الملك الضليل؛ ويشهد له بالإحسان