أخوه المتغلب على ملكه عقد السلم مع طاغية قشتالة باحتياجه إلى سلم المسلمين لجراء فتنة بينه وبين البرجلونيين من أمته واغتبط به أهل المدينة فذبوا عنه ورضوا بهلاك عمتهم دونه واستمرت الحال إلى يوم عيد النحر من عام التاريخ ووصله رسول صاحب المغرب مستنزلا منها ومستدعيا إلى حضرته لمّا عز عن إمساكها. وراسل ملك الروم فلم يجد عند من معول فانصرف ثانية يوم عيد النحر المذكور وتبعه الجمع الوافر من أهل المدينة خيلا ورجالا إلى مربلة من ساحل إجازته. وكان وصوله إلى مدينة فاس مصحبا من البر والكرامة بما لا مزيد عله في السادس من شهر محرم فاتح عام واحد وستين وسبع مائة وركب السلطان للقائه ونزل إليه عند ما سلم عليه وبالغ في الحفاية به.
وكانت قد لحق به مفلتا من شرك النكبة التي استأصلت المال وأوهمت سوء الحال بشفاعة السلطان أبي سالم قدس الله روحه فقمت بين يديه في المحفل المشهود يومئذ وأنشدته:
سلا هل لديها من مخبرة ذكر ... وهل أعشب الوادي ونم به الزهر