للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحصل له المستقرة إذا ألجأه إلى الأمر إلى المفر فلم تساعده الأيام كما هو شأنها في أكثر الأعلام وهي هذه:

أطلعن في سدف الفروع شموسها ... ضحك الظلام لها وكان عبوسا

وعطف قضبا للقدود نواعما ... بوئن أدواح النعيم غروسا

وعدلن عن جهر السلام مخافة ال ... واشي فجئن بلفظه مهوسا

وسفرن من دهش الوداع وقومهن ... إلى الترحل قد أناخوا العيسا

وخلسن من خلل الحجال إشارة ... فتركن كل حجالها مخلوسا

لم أنسها من وحشة والحي قد ... زجر الحمول وآثر التغليسا

لا الملتقي من بعدها كثب ولا ... عوج الركاب تسأم التخييسا

فوقفت وقفة هائم برحاؤها ... وقفت عليه وحبست تحبيسا

ودعوت عيني عاتبا وعيونها ... بعصا النوى قد بجست تبجيسا

نافست يا عيني در دموعهم ... فعرضت درا للدموع نفيسا

ما للحمى بعد الأحبة موحشا ... ولكم تراءى آهلا مأنوسا

ولسر به حول الخميلة نافرا ... عمن يحس به وكان أنيسا

ولظله المورود غمر قليبه ... لا يقتضي وردا ولا تعريسا

حييته فأجابني رجع الصدى ... لا فرق بينهما إذا ما قيسا

ما إن يزيد على الإعادة صوته ... حرفا فيشفى بالمزيد نسيسا

<<  <  ج: ص:  >  >>