ولله در الإمام العلامة خاتمة أدباء الأندلس، أبي الطيب صالح أبن شريف الزندي رحمه الله إذ قال بلاد الأندلس، ويبعث العزائم ويحركها من أهل الإسلام لنصرة الدين، وإنقياد البلاد من يد الكافرين، ولسان الحال ينشده " لقد أسمعت لو ناديت حياً ".
لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شهدتاها دول ... من سرة زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقى إلى أحد ... ولا يدوم على حالٍ لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة ... إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضى كل سيف للفناء ولو ... كان أبن ذي يزن والغمدان غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن ... وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ما شداه شداد في إرم ... وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ... وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له ... حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك ... كما يحكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على داراً وقاتله ... وأم كسرى فما آواه إيوان