إثر مواكب إلى باب المدينة الشارع إلى الصحراء فلما تمت البيعة إذن للناس بالنفضاض إلاّ الإخوة والوزراء وأهل الخدمة فإنهم مكثوا بقصر الزهراء إلى أن احتمل جسد الناصر رحمه الله إلى قصر قرطبة للدفن هنالك في تربة الخلفاء.
وفي ذي الحجة من سنة خمسين المذكورة تكاثرت بباب الخليفة الحكم من البلاد للبيعة والتماس المطالب من أهل طليطلة وغيرها من قواعد الأندلس وأصقاعها فتوصلوا إلى مجلس الخليفة بمحضر جميع الوزراء والقاضي منذر أبن سعيد والملأ وأخذت عليه البيعة ووقعت الشهادات في نسخها.
وفي آخر صفر من سنة إحدى وخمسين أخرج الخليفة الحكم المستنصر مولييه محمدا وزيادا أبني أفلح الناصري في كتيبة من الحشم والخدم لتلقي غالب الناصري صاحب مدينة سالم المورود للطاغية أردون بن أدفنوش الخبيث في الدولة المتملك على طوائف من امم الجلالقة والمنازع لابن عمه المملك قبله شانجه بن ردمير وتبرع هذا اللعين اردوت بالمسير إلى باب المستنصر بالله من ذاته غير طالب أذن ولا مستظهر بعهد وذلك عندما بلغه ن اعتزام المستنصر بالله في عامه ذلك على الغزو إليه وأخذه في التأهب له فاحتال في تأميل المستنصر بالله والارتماء إليه وخرج قبل أمان يعقد له اوو ذمة تعصمه في عشرين رجلاً من وجوه أصحابه تكنفهم غالب الناصري الذي خرج إليه فجاء بهم نحو مولاه الحكم وتلقاهم ابنا أفلح بالجيش المذكور فأنزلاهم ثم تحركا بهم ثاني يوم نزولهم إلى قرطبة فأخرج المستنصر بالله إليهم هشام بن محمّد بن عثمان المصحفي في جيش عظيم كامل التعبية وقدموا إلى باب قرطبة