موضع أن يعمل شهادة أمثالهم وفقهائهم، وأصحاب صلواتهم، وإلاّ ضاعت حقوق ضعيفهم وقويهم، وبطلت أحكامه. ويجب عليه أنَّ يسأل إنَّ استراب في بعضهم في بعضهم في الظاهر والباطن عنهم، فمن لم يلبث عنده عليه اشتهار في كبيرة، فهو على عدالة ظاهرة، حتى يثبت غير ذلك. انتهى. قلت: تذكرت هنا ما رأيته بخط الأمام الحافظ سيدي أحمد الونشريشي رحمه الله على ظهر كتاب أبن الخطيب: " مثلى الطريقة في ذم الوثيقة "، وقد مدينة فيه أبن الخطيب الباع في ذم الموثقين، وذكر مثالبهم، ونص ما ألفيته بخط المذكور:
الحمد لله. جامع هذا الكلام المقيد هنا بأول ورقة منه، قد كد نفسه في شيء لا يعني الأفاضل، ولا يعود عليه في القيامة ولا في الدنيا بطائل، وأفنى طائفة من نفيس عمره في التماس مساوي طائفة، بهم تستباح الفروج، وتملك مشيدات الدور والبروج، وجعلهم أضحوكة لذوي الفتك والمجانة، وانتزع عنهم جلباب الصدق والديانة، سامحه الله وغفر له. قال ذلك وخطه بيمنى يديه عبيد ربه أحمد بن يحيى بن محمّد بن على الونشريشي، خار الله سبحان له، انتهى. ولنرجع إلى ما كنا فيه من أخبار سبتة فنقول: ولنرجع إلى ما كنا فيه من أخبار سبتة، فنقول: كان أهل سبتة في غاية الذكاء والفطنة، والعلم والمعرفة؛ وقد حكي الشيخ النظار أبو إسحاق الشاطبي في شرحه على ألفية أبن مالك، عن شيخه أبي عبد الله الفخار، عن بعض أهل سبتة، أنَّ الشيخ أبا عبد الله بن خميس التلمساني لمّا ورد على سبته بقصد الإقراء بها، اجتمع عليه عيون طلبتها؛ فألقوا عليه