وهل هذه الأفعال كلها مبنية أو معربة؟ أو بعضها مبني وبعضها معرب؟ وهل كلها على وزن واحد أم على أوزان مختلفة؟ علينا السؤال، وعليك التمييز، لنعلم الجواب. فهبت الشيخ وشغل المحل بأن قال: إنما يسأل عن هذا صغار الولدان. فقال له الفتى: فأنت دونهم إنَّ لم تجب. فأنزعج الشيخ وقال هذا سوء أدب، ونهض منصرفا، ولم يصبح إلاّ بمقالة، ومتوجها إلى غرناظة، فلم يزل بها مع الوزير أبن الحكيم، إلى أنَّ مات. تغمده الله برحمته. انتهى. وأورد هذه الحكاية أيضاً عالم الدنيا، سيدي أبو عبد الله بن مرزوق، في شرحه على الألفية لابن مالك، وهو شرح متسع جداً، وقفت منه على بعضه بتلمسان، وكان آخر السفر الأول اسم الإشارة، وذلك السفر أعظم جرما من جميع شرح المرادي؛ ونص محل الحاجة منه: وقد حكي أنَّ بعض طلبة سبتة أورد على أبي عبد الله بن خميس عشر مسائل من هذا النوع، وهي: أنتم يا زيدون تغزون؛ وانتن يا هندات تغزون؛ وانتم يا زيدون ويا هندات تغزون، وانتن يا هندات تخشين؛ وأنت يا هند تخشين؛ وأنت يا هند تمرين، وأنتن يا هنادت تمرين، وانتن يا هندات تمحون أو تمحين كيف تقول. وأنت يا هند تمحين أو تمحين كيف تقول؛ وأنتما تمحوان أو تمحيان، على لغة من قال محوت كيف تقول؟ وهل هذه الأمثلة كلها مبنية او معربة او مختلفة؟ وهل وزنها واحد أو مختلف؟ قالوا: ولم يجب بشيء. قلت: فلعله استسهل أمرها.