وربعكم أضحى به آهلا
فالله أرجو داعياً سائلا
أن يجمع الشمل بكم عاجلا ... في ذلك المغنى العديم المثال
ومن نظم أبن خميس التلمساني المذكور قوله:
نظرت إليك بمثل عيني جوذر ... وتبسمت عن مثل يمطي جوهر
عن ناصعٍ كالدر وكالبرق أو ... كالطلع أو كلأقحوان مؤشر
تجري عليه من لماها نطفة ... بل خمرة لكنها لم تعصر
لو لم يكن خمراً سلافاً ريقها ... تزري وتلعب بالنهى لم تحظر
وكذلك ساجي جفنها لو لم يكن ... فيه مهند لحظها لم يحذر
لو عجت طرفك في حديقة خدها ... وأمنت سطوة صدها المتنمر
لرتعت من ذاك الحمى في جنةٍ ... وكرعت من ذاك اللمى في كوثر
طرقتك وهناً والنجوم كأنها ... حصباء در في بساط أخضر
والركب بين مصعدٍ ومصوبٍ ... والنوم بين مسكن ومنفر
بيضا إذا أعتكرت ذوائب شعرها ... سفرت فأزرت بالصبح المسفر
سرحت غلائلها فقلت سبيكة ... من فضة أو دمية من مرمر
منحتك ما منعتك يقظاناً فلم ... تخلف مواعيدها ولم تتغير
وكأنما خاف بغاة وشاتها ... فأتتك من أردافها في عسكر
ويجزع ذاك المنحنى إدمانه ... تعطو فتسطو بالهزير القسور