وكأنما ذاك الحباب فرنده ... مهما طفا في صفحه كالجوهرِ
وكأنه وجهاته محفوفة ... بالآس والنعمان خد معذرِ
نهر يهيم بحسنه من لم يهم ... ويجيد فيه الشعر من لم يشعرِ
ما أصفر وجه الشمس عند غروبها ... إلاّ لفرقة حسن ذاك المنظرِ
وما أحسن قول أبن الكحل المذكور:
رأوا بالجزع برقاً فاستهاموا ... ونام العاذلون ولم يناموا
وعندي من مراشفها حديث ... يخبر أنَّ ريقها مدام
وفي أجفانها السكرى دليل ... وما ذقنا ولا زعم الهمامُ
تعالى الله ما أجرى دموعي ... إذا عرضت لمقلتي الخيامُ
واشجاني إذا لاحت بروق ... وأطربني إذا غنى الحمامُ
وكان السلطان أبو عنان المربني رحمه الله كثير الاعتناء بنظم الشيخ أبي عبد الله بن خميس وحفظه وروايته. قال رحمه الله: أنشدني بلفظه الشيخ الفقيه القاضي المحدث، الراوية العالم المدرس، خطيب حضرتنا العلمية، أبو عبد الله محمّد بن الشيخ الأجل، الصالح المبارك الراوية، المرحوم أبي الحسن بن عبد الرزاق وذلك بقصر المصارة يمنه الله في يوم الأثنين خامس عشر من شهر المحرم المبارك مقتتح عام خمسة وخمسون وسبع منه؛ قال أنشدنا شيخ الأدباء، وفحل الشعراء، أبو عبد الله محمّد بن عمر بن محمّد بن خميس الحميري، ثم الحجري: حجر ذي رعين، لنفسه، رحمه الله تعالى: