للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت على الأملاك منه وفادةٌ ... إذا آب منها آب خير مآبِ

يجير الحيين قيس وخنف ... بفضل يسار أو بفضل خطابِ

زعامة مرجو النوال مؤل ... وعزمة مسموع الدعاء مجيبِ

فمر يزجيها حواسر ظلعاً ... بما حملوها من منى ورغابِ

إلى فدكٍ والموت أقرب غايةً ... وهذا المنى يأتي بكل عجابِ

تبرض صفو العيش حتى استسفه ... فداف له البرض فشب حبابِ

فأصبح في تلك المعاطف نهزةً ... لنهب ضباع أو لنهش ذئابِ

وما سمه عند النضال بأهزعٍ ... ولا سيفه عند المصاع بنابي

ولكنها الدنيا تكر على الفتى ... وإن كان منها في أعز نصابِ

وعادتها ألا توسط عندها ... فإما سماء أو تخوم ترابِ

فلا ترج من دنياك وداً وإن يكن ... فما هو إلاّ مثل ظل سحابِ

ومثال الحزم كل الحزم إلاّ اجتنابها ... فأشقى الورى من تصطفي وتحابي

أبيت لها ما دام شخصي أن ترى ... تمر ببابي أو تطور جنابي

فكم عطلت من أربع وملاعبٍ ... وكم فرحت من أسرةٍ وصحابِ

وكم عفرت حاسر ومدجج ... وكم أثكلت من معصر وكعابِ

إليك بني الدنا نصيحة مشفق ... عليكم بصيرٍ بالأمور نقابِ

<<  <  ج: ص:  >  >>