قال صاحب الإشادة: قال هذه القصيدة في المأمون بن المنصور حين تبرأ من إمامهم المهدي وأبدى مساوية. وأسقط اسمه من الخطبة وهو المعنى بقوله: وجد النبوة حلة مطوية.
وقد كتب عن أبي عمرو هذا كثيرا من شعره أبو عمرو بن سالم بن صالح النهرواني المالقي الأديب المقيد الضابط وتاريخ إجازته إياه سنة أربع وست مائة. ومات ابن سالم فبله بست عشرة سنة.
ومن شعره أي أبي همرو المذكور يرثي أبا محمّد عبد الله أحمد بن محمّد أبن عبد الملك بن الحافظ أبي بكر بن الجد ويعزي أباه عنه وهو يومئذ وزير إشبيلية وعظيمها وكانت حينئذ حاضرة الأندلس:
أرجة الصعق يوم النفخ في الصور ... أم دكة الطود يوم الصعق في الطور
أم هدت الأرض إظهارا لمّا زجرت ... به الخليفة من إيقاع مخدوع
أم الكواكب في آفاقها انتثرت ... وباتت الشمس في طي وتكوير
ما للنهار تعرى من ثياب سنى ... وأشبه الليل في أثواب ديجور
قد كان للصبح طرف زان بلق ... فقسم الخلق بين الدجن والنور
فما الملم الذي غشى بدهمته ... أديمه عنبر من بع كافور
أصح لتسمع من أبائها نبأ ... يطوي من الإنس فيها كل منشور
وانظر فإن بني عدنان ما حشروا ... إلاّ لرزء عظيم القدر مشعور
وافى مع العيد لا عادت مضاضته ... فشاب سلساله الأصفي بتكدير
واعتا دارا لها في السبق جمهرة ... من المفاخر أزرت بالجماهير