والدهر بالأفعال يظهراها ... طورا ويعجم منها كل مسطور
وإنما الخلق أسماء تعاورها ... إعرابه بين مرفوع ومجرور
وكلهم في مدى الأعمار تحسبهم ... كحالها بين ممدود ومقصور
والموت مثل عروضي يقطع من ... أبياتهم كل موزون ومكسور
يا من يؤمل أن يبقى وقد نفضت ... أيدي المقادير من إبرام تقدير
هذي الحقيقة لا ما حدثتك به ... آمال نفسك عن دنياك من زور
لا تخدعنك الليالي إن فتنتها ... كادت فكادت ترينا كل محذور
كم بادرت بعبوس الخطب من ملك ... قد بات بالبشر وضاح الأسارير
سائل كسرى مليك الفرس هل تركت ... له المنايا جناحا غير مكسور
وانزلا بصنعاء في قصر ذي يزن ... تلمم بقصر على الأغيار مقصور
اعبر على حيرة النعمان معتبر ... تعبر بأطلال نعمى ذات تغيير
وأين من كان سجن الجن في يده ... والإس والجن في قهر وتسخير
وأين مخترق الدنيا بعزمته ... يطوى البلاد بها طي الطوامير
بادروا فليس باب الرجل باد يحس به ... منهم وأفناهم ريب الدهارير
هو القضاء أبا بكر أصبت به ... فاصبر وسلم تسليم مأجور
والله يحرس دنياكم ويدفع عن ... سامي معاليك أنواع المحاذير
وحكي أنَّ المتصم يحيى بن الناصر بن المنصور الموحدي ضرب بظاهر مراكش قبة حمراء فبادر إليها العرب والنصارى من عسكر عمه المأمون فقطعوا أطنابها فسقطت فقال في ذلك أبو عمرو هذا من قصيدة: