للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبى حملة النسوان لليتيم وانبرت ... له فرأت من حينا الرزق ناميا

فحاز به السبق الأتان كرامة ... وأخصب مرعاها ففاق المراعيا

وشارفها إذ لا تبض بقطرة ... فصارت به ثجا تروى الصواديا

وفي حياه وافاه جبريل قاصدا ... وأقبل ميكائيل بالأمر تاليا

فشقا به صدر النبي لشرحه ... فكان لمّا يلقى له الله واعيا

ورداه في الحين التئاما فما ترى ... سوى أثر ما زال للشرح باقيا

وجاءا بمنديل وطست ليغسلا ... بماء الرضا قلبا عن الله راضيا

وعاد أخوه جازعا مخبرا بما ... جرى من مخوف كان للأمر جاريا

فسارت به من حينه نحو أمه ... تخاف عليه إن أقام العواديا

وما زال محروسا أمينا مؤمنا ... سبوقا صدوقا سامي القدر عاليا

حبيبا وفيا خاشعا متواضعا ... كريما حليما يستفز الرواسيا

وفي سيره للشام شام بقربه ... بروق الهدى من لم يكن قط رائيا

أكب عليه في طريق مسيره ... إليها بحيرا للهدى متراميا

ولمّا رأى تلك العلامة لم يزل ... لمّا وافق الكتب القديمة باكيا

وكانت به من غلة الشوق علة ... فساق له الله الطبيب المداويا

وقصدته في ذي المجاز وعمه ... به ظمأ قد صير الصبر فانيا

فأهوى ولا ماء إلى الأرض راكضا ... ففجر ينبوعا من الماء جاريا

وكم بان من يسر لميسرة به ... يرد أخا سكر الغواية صاحيا

فكان إذا اشتد الهجير أظله ... غمام عليه لا يزال مماشيا

<<  <  ج: ص:  >  >>