يقول الناس في المثل:" من مدح العروس ". وإن أضربت عن ذلك صفحا وآثرت غضا من البنوة وسفحا فلبئسما صنعت ولشد ما أمسكت المعروف ومنعت ولكم من حقوق الأبوة أضعت ومن ثدي المعقة رضعت ومن شيطان لغمصة الحق أطعت ولم أرد إلاّ الإصلاح ما استطعت وإن توسطت واقتصرت وأوجزت واختصرت فلا الحق نصرت ولا أفنان البلاغة هصرت ولا سبيل الرشد أبصرت ولا عن هوى الحسدة أقصرت. هذا ولو أني أجهدت ألسنة البلاغة فجهدت وأيقظت عيون الإجادة فسدت واستعرت مواقف عكاظ على ما عهدت لمّا قررت من الفضل إلاّ ما به الأعداء قد شهدت ولا استقصيت من المجد إلاّ ما ما أوصت به الفئة الشانئة لخلفها الأبتر وعهدت فقد كان رحمه الله علم الكمال ورجل الحقيقة وقارا لا يخف راسية ولا يعرى كاسيه وسكونا لا يطرق جانبه ولا يرهب غالبه وحلما لا تزل حصاته ولا تهمل وصاته وانقباضا لا يتعدى رسمه ولا يتجاوز حكمه ونزاهة لا ترخص قيمتها ولا تلين عزيمتها وديانة لا تحسر أذيالها ولا يشف سربالها وإدراكا لا يفل نصه ولا يدرك خصله وذهنا لا يخبو نوره ولا ينبو مطوره وفهما لا يخفى فلقه ولا يلحق طلقه وصدقا لا يخلف موعده ويأسن مورده وحفظا لا يسبر غوره ولا يذبل نوره بل لا يطرق بحره ولا يعطل فخره