للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعلني الله فداك ذاك البريد فلا أتمنى شيئاً سواه ولا أريد.

شوقا إلى الكعبة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوخادة الزادا

واستأذن الملك المنعام زيد علا ... واستودع الله أصحابا وأولادا

فلما وصل كتابه إلى السلطان كتب على طرته ما مثاله: " إنَّ هذا الشيء ما ينطق به لساني ولا يجري به قلمي فقد كانت اليمن عمياء فاستنارت فكيف يمكن أنْ نتقدم وأنت تعلم أنَّ الله قد أحيا بك ما كان ميتا من العلم؟ فبالله عليك إلاّ ما وهبت لنا بقية هذا العمر. والله يا مجد الدين يمينا بارة أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك أنت اليمن وأهله.

قال الفاسي: له شعر كثير ونثره أعلى وكان الاستحضار لمحسنات الشعر والحكايات وله خط جيد مع السرعة وكان كثير الحفظ حتى يقال إنه قال: ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر وكانت له دار بمكة على الصفا عملها مدرسة للأشرف صاحب اليمن وقرر بها مدرسين وطلبة وفعل بالمدينة كذلك وله بمنى دور وبالطائف بستان وقد سارت الركبان بتصانيفه لا سيما القاموس فإنه أعطى قبولا كثيرا.

قال الاديب المفلق نور الدين بن محمّد العفيف المكي الشافعي لمّا قرأ عليه القاموس:

مذ مدينة مجد الدين في أيامه ... من فيض أبحر علمه القاموسا

ذهبت صحاح الجوهري كأنها ... سحر المدائن حين ألقى موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>