مجد الدين أبو الطاهر الفيروزابادي كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه ويذكر أنَّ بعد عمر أبا بكر بن أحمد بن أحمد بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق. ولم أزل اسمع مشاهير مشيخنا يطعنون في ذلك مستندين إلى أنَّ الشيخ أبا إسحاق لم يعقب.
ثم ارتقى الشيخ مجد الدين درجة فادعى بعد أنْ ولي قضاء اليمن بمدة طويلة أنّه من ذرية أبا بكر الصديق رضي الله عنه. وزاد إلى أنْ رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه:" محمّد الصديق " ولم يكن مدفوعا عن معرفة إلاّ أنَّ النفس تأبى قبول ذلك.
ولد الشيخ مجد الدين سنة تسع وعشرين وسبع مائة بكارزين وتفقه ببلاده وسمع بها من محمّد بن يوسف الزرندي المدني صحيح البخاري وعلى بعض أصحاب الرشيد بن أبي القاسم ونظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أنْ تميز وفلق أقرانه ودخل الديار الشامية بعد الخمسين فسمع بها وظهرت فضائله وكثر الآخذون عنه ثم دخل القاهرة ثم جال في البلاد الشمالية والمشرقية ودخل الهند وعاد منها على طريق اليمن قاصدا مكة المشرفة ودخل زبيد فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول وكان ذلك بعد وفاة جمال الدين الريمي قاضي الأقضية باليمن كله فقرره الأشرف مكانه وبالغ في إكرامه فاستقرت قدمه بزبيد واستمر في ذلك إلى أنْ مات. وقدم هذه المدة مكة مرارا وأقام بها وبالطائف ثم رجع وصنف القاموس المحيط في اللغة لا مزيد عليه في حسن الاختصار وميز فيه