للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوزع فكر محبكم في أرادكم شذر مذر، ولم يكن بد من إسعاف ردكم، ولو بالتشدق والهذر.

١ - أما قضية سعيد بن المسيب بن حزن مع عمر بن عبد العزيز بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، المذكور في سماع القرينين من صلاة العتبيه، فليس عند محبكم في طرده، إلاّ ما فسر به القاضي أبو الوليد بن رشد: أنَّه من جواره، لا من المسجد جملة؛ فإنَّ وقفتم على تفسير أحد له بالإخراج من المسجد، فلكم الفضل في إفادتنا به، ثم لا مرية أنْ سعيداً مدني، وأنَّ عمر كان عاملا على المدينة، إلى أنْ عزل عنها سنة ثلاث وتسعين، حسبما هو في ترجمة مالك من المدارك، عن مصعب لن عبد الله.

وفي جامع الموطأ لمالك، أنه بلغه أنَّ عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة، التفت إليها فبكى، ثم قال: يا مزاحم، أتخشى أنْ نكون ممن نفت المدينة؟ قال أبو عمر: ذكر أهل السير أنَّ خروج عمر مع مزاحم مولاه من المدينة، كان في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين، وذلك أنْ الحجاج كتب إلى الوليد: إنَّ عمر بن عبد الله العزيز بالمدينة كهف لأهل النفاق، وأهل البغضاء والعداوة لأمير المؤمنين. فجاوبه الوليد: إني أعزله. فعزله، وولى عثمان بن حيان المري؛ وذلك في شهر رمضان المذكور. فلما صار عمر بالسويداء قال لوزاحم: يا مزاحم أتخاف أنْ نكون ممن نفت المدينة؟ وقال ميمون بن مهران: ما رأيت ثلاثة مجتمعين خيراً من عمر بن

<<  <  ج: ص:  >  >>